الفائدة الخامسة والخمسون:
قصة معبرة .. كأنها تحكي واقع بعض المنسلخين!!
يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه [كفاح دين: ص139]:
حدثنى صديق أن وزارة المعارف أرسلت أحد مفتشي اللغة العربية إلى مدرسة أجنبية لبحث حالتها، وكان ذلك في رمضان، وحار الناظر - وكان يونانياً - كيف يحيي المفتش القادم؟ تُرى أصائم هو أم مفطر؟ فقال - مختبراً -: أقول: رمضان كريم؟! وأجاب المفتش: ليس لرمضان عندي شيء!! وهنا أمر الناظر اليوناني بإحضار القهوة للمفتش المسلم! الذي يتجرعها - إن شاء الله - لهيباً يوم القيامة. والغريب أن المفتش من (دار العلوم)! ولكن أبناء (الجامع الأزهر) و(دار العلوم) إذا كفروا كانت لعنتهم نكراء زعراء! لأنهم يحاولون أن يظهروا للناس وكأن الدين لم يعترض حياتهم يوماً، أو أنهم لم يتأثروا به قط، أما العشرون سنة التي انقضت أمام عصا الفقيه في الكُتّاب، وأمام تراث الأقدمين في المعاهد والكليات .. فهذه ذهبت سدى! ولِمَ ذلك؟ لضمان المستقبل الرخي، والترقيات المتتابعة!