الفائدة الثامنة والستون:
يقول الأديب الكبير: علي الطنطاوي - رحمه الله رحمة واسعة - في كتابه (الذكريات: 1/213):
"وكذلك نرى في كل يوم دليلاً جديداً على أن هذه الأمة - أمة محمد، والشعب العربي منها على التخصيص – لا تُؤخذ بالعنف، ولا تصبر على الضيم، وإن هي اضطُرت إلى الصبر حيناً فستثور عليه حتماً، فإن هي ثارت فلمن ظلمها الويل؛ لأنها لا تبالي حينئذ بشيء، ولا يقف أمام ثورتها شيء؛ لأن الحق معها، ومن كان الحق معه فإن الله معه، ومن كان الله معه لم يُغلب أبداً.
والحق لا ينهزم، والإسلام لا يُذل، وأهله هم أصحاب العزة، ولكن الله يمتحنهم لتقويهم المحن، أو يؤدبهم في الدنيا ليُضعف لهم الأجر في الآخرة، وأما الخاسر فهو الظالم، وإن له في الدنيا الويل، والذي ينتظره بعد الموت يجعله يتمنى هذا الويل"انتهى.