الفائدة الثالثة والخمسون:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية - كما في مجموع الفتاوى: [10/ 599.] -:
وطالب الرئاسة - ولو بالباطل - ترضيه الكلمة التي فيها تعظيمه وإن كانت باطلاً، وتغضبه الكلمة التي فيها ذمه وإن كانت حقاً، والمؤمن ترضيه كلمة الحق له وعليه، وتغضبه كلمة الباطل له وعليه؛ لأن الله تعالى يحب الحق والصدق والعدل ويبغض الكذب والظلم، فإذا قيل الحق والصدق والعدل الذي يحبه الله أحبه وإن كان فيه مخالفة هواه؛ لأن هواه قد صار تبعاً لما جاء به الرسول، وإذا قيل الظلم والكذب فالله يبغضه والمؤمن يبغضه ولو وافق هواه، وكذلك طالب "المال" - ولو بالباطل - كما قال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}[التوبة: 58] وهؤلاء هم الذين قال فيهم: (تعس عبد الدينار...). انتهى.