الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد اتفق الفقهاء من أرباب المذاهب الفقهية الأربعة، على أن القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان.
قال السرخسي الحنفي: "فإن التكلم ليس إلا تحريك اللسان وتصحيح الحروف على وجه يكون مفهوما من العباد"([1]).
وقال أبو الوليد ابن رشد المالكي: "لأن القراءة في النفس دون تحريك اللسان ليست بقراءة"([2])، وقال ابن شاس المالكي: "ويشترط في السر تحريك اللسان بالحروف، فإن لم يتحرك بها لم يحتسب بما فعل، وكان غير قارئ"([3]).
وفي "نهاية المحتاج" للرملي الشافعي: "تحريك اللسان إذا أطلق انصرف إلى ما يسمع به نفسه؛ لأن التحريك إذا لم يسمع به نفسه لا أثر له...، ولا يجزئه في الصلاة لكونه لا يسمى قراءة ولا ذكرا إلى غير ذلك من الأحكام"([4]).
وقال ابن ابن قدامة في "المغني": "ولأن تحريك اللسان من غير نطق عبث لم يرد الشرع به، فلا يجوز في الصلاة"([5]).
وبناء على ما سبق، فلا يعتبر هذا قراءة، ولا يتربت عليها ثواب القراءة الوارد في النصوص، والله تعالى أعلم.
ارسال الفتوى