الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فهذا دعاء صحيح رواه البخاري ومسلم([1]) في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ أَحْيِنِى مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِى وَتَوَفَّنِى إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِى».
ومعنى الدعاء: يظهر مقصوده صلى الله عليه وسلم من السياق، وذلك في نهيه صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت لأي ضر وقع بالعبد سواء كان هذا الضر من فقر أو مرض أو ما شابه ذلك، بل عليه بالصبر وأحتساب الأجر عند الله، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، ثم أنه لا يدري ما يكون له بعد الموت، وما ينتظره عند ربه في الآخرة.
وقد قال الحافظ العراقي -رحمه الله- في معنى هذا الحديث: "إنما قَيَّدَ هناك طَلَبَ الحياة بكونها خَيْرًا له، وطلب الوفاة بكونها خَيْرًا له فإنه قد يُقَدِّرُ له الحياة مع كون الْخَيْرَةِ في قُرْبِ وفاته؛ لما يكون في تلك الحياة من الفتنة. وقد يُقَدِّر له الوفاة مع كون الخيرة له في طلب الحياة؛ لما فيها من اكتساب الخيرات. وهذا مثل الاستخارة في الأمور الْمُشْتَبِهَةِ" انتهى[2]).)
ارسال الفتوى