الحمد لله والصلاة والسلام وعلى رسول الله، أما بعد:
فالاستماع للدروس والمحاضرات التي تحتوي على مواد شرعية، ومجالس القرآن عبر الشريط أو المذياع في السيارة أو غيره أو التلفاز أو عبر مواقع التواصل في المنازل، فلا يعد اجتماعًا بالمعنى الحقيقي المذكور في الحديث، ولكن فضل الله واسع، ومن جلس يطلب العلم ويتعلم من الشريط أو أمام التلفاز أو عبر المذياع، وما شابه ذلك من الوسائل بنية تعلم أحكام دينه والتفقه في شرع الله، فلا شك أنه داخل في هذا الخير إن شاء الله.
ولا يخفى على أحد أن الذي يستمع إلى المواعظ عبر التلفاز أو الشريط أو المذياع قد يرق قلبه وتفيض عيناه من الدمع، وقد يقع في قلبه من تعظيم الله وخشيته شيء عظيم، وهذا هو المقصود من مجالس العلم والذكر، وهناك عدد غير قليل من طلاب العلم ـ الذين تعذر عليهم التلقي المباشر عن الأشياخ ـ تلقوا شطرًا كبيرًا من علمهم عبر هذه الوسائل، وهم لا يحرمون الأجر إن شاء الله، بل قد يعطيه الله الأجر كاملًا كما لو كان حاضرًا هذه المجالس، ففي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة بتوك فدنا من المدينة فقال: "إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم". قالوا يا رسول الله: وهم بالمدينة؟ قال: "وهم بالمدينة حبسهم العذر"([1])، ففضل الله واسع وكرمه كبير.
ارسال الفتوى