التمذهـب

QR code
د. عمر بن عبد الله المقبل
تاريخ التحديث: 2014-06-28 07:13:52
  • الكلمات الدالة
السؤال كاملا

قرأت عبارة تقول: "انحصر الفقه الإسلامي في أربعة مذاهب، والذين لا يتبعون أحد هذه المذاهب يسمون (أهل الحديث) أو غير المقلدين"، سؤالي هو: 1- ما معنى العبارة؟ 2- هل علماء السلف من أهل الحديث أم من غير المقلدين؟ 3- ما الفرق بين عالم ديوباندي وعالم سلفي؟ وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم.

الإجابة

1-معنى عبارة: "انحصر الفقه في أربعة مذاهب..."إلخ، مراده أن مذاهب العلماء الأولين من الفقهاء الكبار كالأئمة الأربعة، والأوزاعي، والثوري،  والليث بن سعد، وابن جرير الطبري، وغيرهم من الأئمة المجتهدين الكبار كانت موجودة، لكن لم يستقر منها سوى هذه الأربعة التي تنسب إلى الأئمة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي،  وأحمد رحمهم الله جميعاً.

ومعنى الاستقرار: أي أنها بقيت واستمرت، وصار لها مدارس وأتباع حفظوا مذهب ذلك الإمام ودرسوه، وألف في تقرير هذه المذاهب كتب ومصنفات، ما بين منثور ومنظوم.

أما باقي المذاهب فلم تحظ بما حظيت به هذه المذاهب من السعة والانتشار،  ولكن لا يعني هذا أن الحق محصور فيها كلا، ولكن لا يكاد يخرج عنها؛ لأن جل الأمة في القرون المتأخرة من بعد القرن الثالث كلهم –إلا ما ندر- ينتمون إلى هذه المدارس.

2- أما علماء السلف رحمهم الله، قبل استقرار هذه المذاهب  فقد كانوا كالأئمة الأربعة يجتهدون، ويستنبطون من الأدلة كما يستدل الأئمة الأربعة، ويختارون من الأقوال ما يرونه أقرب إلى الدليل، وكلهم –رحمهم الله- يقصد بذلك اتباع الحق، لكن قد يصيب الحق في تلك المسألة وقد لا يصيب.

فأما بعد استقرار المذاهب، فجل علماء الأمة –كما سبق- ينتمون إلى هذه المذاهب الفقهية،  وهم في مراتبهم من العلم متفاوتون تفاوتاً ظاهراً.

ولا حرج على المسلم أن يتبع أي مذهب من هذه المذاهب بشرط ألا يتعصب لمذهبه إذا كان مذهبه يخالف الدليل،  بل يقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم على قول كل أحد مهما كانت منزلة ذلك العالم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم في باب التشريع، بخلاف غيره من الناس فهو يصيب ويخطئ.

الفرق بين عالم (ديوبندي) وعالم (سلفي) كالفرق بين (السلفية) و(الديوبندية) تماماً:

فأما السلفية: فمذهب ينتسب إلى السلف الصالح، من الصحابة وأهل القرون المفضلة قولاً وعملاً.

وأما الديوبندية: ففرقة معاصرة تنتسب إلى جامعة ديوبند (دار العلوم) في الهند، وهم على مذهب أبي حنيفة في الفروع، وفي العقيدة على مذهب أبي منصور الماتريدي، وكذلك إلى طريقة النقشبندية الجيشتية في التصوف والسلوك، فبذلك تعرف الفرق بينهما، ويمكنك مراجعة كتاب (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة) من إصدارات: الندوة العالمية للشباب الإسلامي (1/308)، وفقك الله.

1836 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات