الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا يجوز للأب أن يخص أحد أبنائه بهبة أو عطية دون غيره، بل هذا من الجور الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنها قال: "سألتْ أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، ثم بدا له فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم. فأخذ بيدي وأنا غلام، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمه بنت رواحة سألتنى بعض الموهبة لهذا، قال: ((ألك ولد سواه)) قال: نعم. قال: فأراه قال: ((لا تشهدني على جور))[1].

وعليه: فهذا الوعد الذي وعد به الأب وعد محرم، ولا يجوز الوفاء به؛ لأنه ظلم -كما تقدم-.

والتنازل الذي تذكرونه عائد لكم؛ لأن الإرث حق مشترك بينكم، فإن رضيتم بأن تكون الأرض لأخيكم فهذا حقكم، وإلا فإن الإرث يجب أن يقسم بينكم كما جاءت به الشريعة.