الفائدة الرابعة والثلاثون: مُعَمّرون.
لمّا روى الإمام الرامهرمزي في كتابه "أمثال الحديث" حديثَ: «معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين» قال: يريد أن معظمَ المنايا وأكثرها لهذه الأمة بين هاتين المدَّتين.
ومات النبيُّ صلى الله عليه وسلم، والخلفاءُ الراشدون، وجمهورُ الصحابة لهما -أي بين الستين والسبعين-، رضوان الله وصلواته ورحمته عليهم.
فَأَمَّا مَنْ خَلَّفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسَنُّ مِنْهُمُ: العباس بن عبد المطلب، وعثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وبلال بن الحارث، وزيد بن خالد الجهني.
وممن جاوز السبعين: عمار بن ياسر، وأبو أمامة صدي بن عجلان، والسائب بن يزيد، وواثلة بن الأسقع.
وممن جاوز المائة: أنس بن مالك، وحكيم بن حزام.
وساق بسنده عن الإخباري محمد بن عمر الواقدي قال:
"مات مخرمة بن نوفل، وحويطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام، وسعيد بن يربوع -وكنية مخرمة: أبو المسور، وكنية حكيم: أبو خالد، وكنية حويطب: أبو محمد- ماتوا سنة أربع وخمسين، وقد بلغ كل واحد منهم عشرين ومائة سنة، إلا مخرمة فإنه بلغ خمس عشرة ومائة.
ومات أنس بن مالك سنة إحدى وتسعين، وقال: قدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة ولي عشر سنين، فذلك مائة سنة وسنة واحدة".
ثم ساق بسنده عن أشعث بن سوار قال: «مات شريح وهو ابن مائة وعشر سنين، ومات سويد بن غفلة وهو ابن عشرين ومائة ومات أبو رجاء وهو ابن مائة وسبع وعشرين».
قال أبو محمد الرامهرمزي: هؤلاء مخضرمة، والمخضرمة: الذين أدركوا الجاهلية والإسلام.
حدثنا ابن البرتي، عن أبي حفص قال: «مات أبو عثمان النهدي وهو ابن ثلاثين ومائة، مات بعد المائة».
["أمثال الحديث" (ص: 62)]