الفائدة الواحد والثلاثون بعد المائة: أعظم عذاب الروح!
قال ابن القيم رحمه الله: فأعظم عذابِ الروح انغماسُها وتدسيسُها في أعماق البدن، واشتغالها بملاذِّه، وانقطاعُها عن ملاحظة ما خُلقتْ له وهُيّئت له، وعن وطنها ومحلها، ومحل أُنسِها ومَنزِل كرامتها، ولكن سُكر الشهوات يحجبها عن مطالعةِ هذا الألمِ والعذاب، فإذا صحَت من سُكْرِها، وأفاقت من غمرتها؛ أقبلت عليها جيوشُ الحسرات من كل جانب! فحينئذٍ تتقطع حسراتٍ على ما فاتها مِن كرامة الله وقُربه والأنس به، والوصول إلى وطنها الذي لا راحة لها إلا فيه كما قيل:
صحبتك إذ عيني عليها غشاوة ** فلما انجلت قطّعتُ نفسي ألومها.
["مفتاح دار السعادة" (1/ 150)].