الفائدة السادسة والسبعون: فهم القرآن واثره في الإنقاذ من المآزق!
يقول المبرد في كتابه [الكامل في اللغة والأدب: (3/ 1078)]:
وحُدثت أن واصل بن عطاء - أبا حذيفة - أقبل في رفقة، فأحسوا الخوارج؛ فقال واصل لأهل الرفقة: إن هذا ليس من شأنكم، فاعتزلوا ودعوني وإياهم - وكانوا قد أشرفوا على العطب - فقالوا: شأنك!
فخرج إليهم، فقالوا: ما أنت وأصحابك?
قال: مشركون مستجيرون ليسمعوا كلام الله، ويفهموا حدوده.
فقالوا: قد أجرناكم.
قال: فعلّمونا.
فجعلوا يعلمونه أحكامهم، وجعل يقول: قد قبلت أنا ومن معي.
قالوا: فامضوا مصاحبين، فإنكم إخواننا!
قال: ليس ذلك لكم، قال الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ}[التوبة: 6] فأبلغونا مأمننا.
فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قالوا: ذاك لكم، فساروا بجمعهم حتى بلغوهم المأمن.
تعليق: سبحان من أضلّ هذا المبتدع - واصل بن عطاء - عن الحق، وقد أوتي هذه الفطنة! ليعلم أحدنا أن الهداية محض فضل الله، ليست بذكاء ولا فطنة، فاللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.