الفائدة الخمسون:
* تاريخ بغداد (13/357):
عن ضرار بن صرد قال: سمعت يزيد بن الكميت يقول - وكان من خيار الناس -: كان أبو حنيفة شديد الخوف من الله، فقرأ بنا علي بن الحسين المؤذن ليلةً في عشاء الآخرة: إذا زلزلت، وأبو حنيفة خلفه، فلما قضى الصلاة وخرج الناس؛ نظرت إلى أبي حنيفة - وهو جالس يفكر ويتنفس - فقلت: أقول لا يشتغل قلبه بي، فلما خرجت تركت القنديل، ولم يكن فيه إلا زيت قليل، فجئت وقد طلع الفجر، وهو قائم قد أخذ بلحية نفسه، وهو يقول: يا من يَجزي بمثقال ذرة خيرٍ خيراً، ويا من يجزي بمثقال ذرة شرٍ شراً أجِرِ النعمانَ عبدَك من النار، وما يقرّب منها من السوء، وأدخله في سعة رحمتك، قال: فأذنت فإذا القنديل يزهر - وهو قائم - فلما دخلت قال: تريد أن تأخذ القنديل؟ قال قلت: قد أذنت لصلاة الغداة، قال: اكتم علي ما رأيت، وركع ركعتي الفجر، وجلس حتى أقمتُ الصلاة، وصلى معنا الغداة على وضوء أول الليل.