الفائدة الثانية والأربعون:
لما روى الإمام الآجري - في كتابه "الشريعة" - حديث "لتتبعن أمر من كان قبلكم، حذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقتهم ولا تخطئكم، ولتنقضن عرى الإسلام عروة فعروة، ويكون أول نقضها الخشوع حتى لا ترى خاشعاً، وحتى يقول أقوام: ذهب النفاق من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فما بال الصلوات الخمس؟ لقد ضل من كان قبلنا حتى ما يصلون بصلاة نبيهم، أولئك المكذبون بالقَدَر، وهم أسباب الدجال، وحق على الله أن يمحقهم".
قال محمد بن الحسين:
من تصفح أمر هذه الأمة من عالمٍ عاقلٍ، علم أن أكثرهم - والعام منهم - تجري أمورهم على سنن أهل الكتابين - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - أو على سنن كسرى وقيصر، أو على سنن الجاهلية.
وذلك مثل:
السلطنة وأحكامهم في العمال والأمراء وغيرهم.
وأمر المصائب والأفراح.
والمساكن واللباس والحلية.
والأكل والشرب والولائم.
والمراكب والخدام والمجالس والمجالسة.
والبيع والشراء، والمكاسب من جهات كثيرة...وأشباه لما ذكرت يطول شرحها؛ تجري بينهم على خلاف السنة والكتاب، وإنما تجري بينهم على سنن من قبلنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والله المستعان!
ما أقل من يتخلص من البلاء الذي قد عم الناس، وأن يميز هذا: إلا عاقل عالم قد أدّبه العلم.
والله تعالى الموفق لكل رشاد، والمعين عليه.[1]