الفائدة التاسعة والثمانون:
من هم سادة الناس؟
قدم الإمام الزهري على الخليفة عبدالملك بن مروان فسأله: من أين قدمت يا زهري؟ قلت: من مكة؛
قال: فمن خلفت يسود أهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح؛ قال: من العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي، قال: وبم سادهم؟ قلت: بالديانة والرواية؛ قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا.
فمن يسود أهل اليمن؟ قلت: طاووس بن كيسان؛ قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي؛ قال: وبم سادهم؟ قلت: بما سادهم به عطاء؛ قال: إنه لينبغي.
فمن يسود أهل مصر؟ قلت: يزيد بن أبي حبيب؛ قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي!
قال: فمن يسود أهل الشام؟ قلت: مكحول؛ قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: عبد نوبي أعتقته امرأةٌ من هذيل.
قال: فمن يسود أهل الجزيرة؟ قلت: ميمون بن مهران؛ قال: من العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي!
قال: فمن يسود أهل خراسان؟ قلت: الضحاك بن مزاحم؛ قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي!
قال: فمن يسود أهل البصرة؟ قلت: الحسن بن أبي الحسن؛ قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي!
قال: ويلك فمن يسود أهل الكوفة؟ قلت: إبراهيم النخعي؛ قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من العرب!
قال: ويلك يا زهري فرجت عني، والله ليسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها!
قال: قلت: يا أمير المؤمنين إنما هو أمر الله ودينه، من حفظه ساد ومن ضيعه سقط.