حكم الأناشيد التي يصحبها موسيقى ومؤثرات ؟

QR code
أ.د. عمر بن عبدالله المقبل
تاريخ التحديث: 2016-04-08 06:47:04
السؤال كاملا

حفظكم الله ورعاكم أينما كنتم، سؤالي هو نحن في زمن فتن وأريد منكم أن تفتوني في أمري وهو: كثرت الأفراح والمناسبات وهناك أناشيد بمسمى أناشيد إسلامية يتخللها الموسيقى والمؤثرات فما حكم ذلك؟ وما حكم حضوري هذه المناسبات علمًا بأنني إذا لم أحضر الفرح سوف يقع زعل وخصومات، وقد يكون الفرح فرح أختي فما الواجب عليَّ ؟ جزاكم الله خيرًا

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

فما سألتْ عنه الأخت السائلة، مما كثر وعمّت به البلوى، السؤال عنه،  والذي ينبغي أن يعلم  أن العبرة بالحقائق والمعاني، أما العبث بالألفاظ وتسمية الأمور بغير مسمياتها الشرعية فهذا لا يغير من الحكم شيئا، بل إن تعمّد ذلك هو نوع من التحايل على المحرمات، وهو أقبح من فعل المحرّم ذاته.

ومن ذلك: تسمية بعض الأناشيد بالإسلامية، مع وجود الموسيقى فيها، فهذا لا يغير من حكمها شيئًا، فلها حكم الموسيقى التي أطبق السلف الصالح على النهي عنها، قال ابن تيمية رحمه الله: "اعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه"([1]) انتهى. وعليه: فمن ادّعى الخلاف في الموسيقى فقد أخطأ.

ثم إنه فرقٌ كبير بين الغناء ـ الذي تطلقه العرب على الحداء أو ما يسمى  بالنشيد اليوم ـ وبين اقترانه بالآلات الموسيقية، فإنه إذا اقترن بالموسيقى لم يقع فيه خلاف كما سبق.

وقد نصّ ابن قدامة أن من لم يفرّق بين الغناء والحداء فليس أهلاً للفتوى([2]).

هذا كلّه إذا خلت الأغاني من الكلمات الفاحشة والمهيّجة على الحب المحرّم بل وتزيين فعل الفواحش، والغرام بين الذكر والأنثى ـ كما هو حال أكثر الأغاني اليوم ـ بل في بعضها تهييج لتقوية الغرام بين الذكر والذكر عياذا بالله!

ولا يستريب عاقل أن من أدمن سماع القصائد المباحة صدّته عن القرآن إمّا كليًا أو أغلبيًا، كما قال ابن تيمية: "فإن القلب إذا تعود سماع القصائد والأبيات والتذ بها حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن"([3])اهـ. فكيف إذا كانت هذه القصائد متضمنة لمعانٍ محرّمة!

وليس المقام مقام بسط لأدلة المسألة، وإنما المقصود التنبيه على بعض الأغلاط التي تقع عند الكلام في هذه المسألة، ولعل السائل يراجع كتاب الشيخ الألباني في هذه المسألة، وعنوانه: (تحريم آلات الطرب).

وأما فيما يتعلق بغضب أقاربك أو أصدقائك، فيجب أن تعلمي أختي الكريمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لاَ طَاعَةَ فِى مَعْصِيَةِ الله إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِى الْمَعْرُوفِ »([4]).

وإذا كان في تخلفك مفسدة أعظم، فيمكنك الذهاب إلى مكان العرس والدعاء لهم بالبركة والتوفيق، والانصراف.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



[1]- مجموع الفتاوى (11/596).

[2]- ينظر: ذيل طبقات الحنابلة( 3/ 430).

[3]- مجموع الفتاوى (11/ 532).

[4]- أخرجه مسلم ح(4871).

12955 زائر
5 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات