الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه المسألة محل اجتهاد ونظر، فمن دفع فله اجتهاده، بناء على أن هذا الدفع عنه قد يشجعه على التوبة والإنابة، والإقلاع عن هذه المعصية الخبيثة.
ومن رأى عدم الدفع فله اجتهاده أيضاً؛ من جهة أنه قد يرى أن الدفع عن مثل هذا الذي عرف بهذه الخطيئة الكبيرة، قد يجرؤه، أو يجرؤ غيره من أفراد العائلة على التهور، أو الاستهانة بقيادة السيارة في مثل هذه الحالة -على فرض أنه كان يقودها سكران-
والمهم -فيما أرى- أن لا تكون هذه القضية سبباً في تنازعكم، وافتراقكم لأن الشيطان يحب أن يتفرق الناس ويتناحروا، قال تعالى: {وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}(سورة الإسراء/53).
وأرى أيضاً: أن يكون الفصل في هذه القضية إلى أولي الرأي والمشورة والعلم في عائلتكم، بدلاً من التصرفات الفردية، فإن لم يوجد أو لم يرض أحدٌ بهذا، فلا أقل من أن يتدخل رجلٌ عاقل، ومعه عالمٌ أو طالب علم معروف عندكم لينظروا في الأمر.
أسأل الله تعالى أن يتوب على أخينا هذا، وأن يجمع شملكم على الهدى.
ارسال الفتوى