ما حكم الغيبة والنميمة، وما النصيحة لمن يتلبث بها؟

QR code
أ.د. عمر بن عبدالله المقبل
تاريخ التحديث: 2017-02-25 21:40:40
السؤال كاملا

أنا لفترة طويلة تبت من الغيبة ولله الحمد، ولكني أصبحت أسمع الغيبة من الذين حولي، فأحياناً أذب عن العرض، ولكن أجد النقد من البيئة التي حولي، ويقولون أنت كل الناس تدافعين عنهم وينتقدوني، وأحياناً لا يجدون الراحة في الحديث معي؛ لأنني أدافع عن الشخص الذي يغتابونه بتهدئة الوضع أحياناً، ولكن أجد غضبهم علي لدفاعي، وحكمهم علي "بالمثالية"، ويعلم الله أنني أتعب من هذا، وأحياناً لا يوجد مكان أذهب له لأفارق مجلسهم، وأحياناً يكون المجلس فيه ناس أكبر مني، وأعلم واستحي أن أتكلم لصغر سني وخوفي من الرد العكسي علي، وأعلم أن هذا خطأ، وأنا أدعو لكل من سمعت غيبته، ولكنهم كثير، لا أعرفهم كلهم لكي استحل منهم، فماذا أفعل؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهنيئًا لك -أيتها الأخت السائلة- ما منَّ الله به عليك من التوبة النصوح إن شاء الله، ونسأل الله أن يثبتك على ما أنت عليه، وأن يثيبك عليه خيرًا.

واعلمي –بارك الله فيك - أنه ينبغي على من تصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يصبر على أذى الناس، قال تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17]، وينبغي عليك أيضًا أن تسلكي مع من تنصحهن الحكمة والموعظة الحسنة، فرغبهن ورهبهن وذكرهن ببعض الآيات والأحاديث المتعلقة بهذا الأمر، مثل قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } [الحجرات: 12]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما الغيبة"، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذكرك أخاك بما يكره"، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته"([1])، وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي تصلح لهذا المقام.

فإن بذلت وسعك في النصيحة ولم يستجبن، فأعرضي عنهن إن استطعت ذلك، قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]، وقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ } [النساء: 140]، وإن لم تستطيعي مغادرة المجلس، فلا شيء عليك -إن شاء الله- قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [البقرة: 286]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"([2])، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال، هذا والله تعالى أعلم.



[1]- أخرجه مسلم ح (6758).

[2]- أخرجه البخاري –وهذا لفظه- ح (7288)، ومسلم ح (6259).

2131 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات