ما درجة حديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجرة...

QR code
أ.د. عمر بن عبدالله المقبل
تاريخ التحديث: 2017-01-07 07:23:29
السؤال كاملا

ما درجة حديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق، فقال: "إن الحمد لله، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة "؟.

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذ حديث ضعيف بهذا الإسناد:

وقد رواه الترمذي في جامعه ح (3533)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 55)، وغيرهما من طريق الأعمش عن أنس وهذا إسناد ضعيف؛ لأن الأعمش لا يُعْرف له سماع من أنس، كما قال ذلك الترمذي بعد أن ساق الحديث في جامعه، والأعمش مدلس، والرواية المتقدمة صريحة في أنه لم يسمع من أنس، وقال فيها: "عن"، فلا تحمل على الاتصال كما قال ذلك الذهبي رحمه الله([1])، وقال الحافظ ابن حجر([2]): "وروى عن أنس ولم يثبت له منه سماع"، وقال ابن المديني: "لم يحمل عن أنس إنما رآه يخضب ورآه يصلى"، وقال ابن معين: "كل ما روى الأعمش عن أنس مرسل"، وقال ابن المنادي: "قد رأى أنس بن مالك إلا أنه لم يسمع منه"، وقال وكيع عن الاعمش: "رأيت أنس بن مالك وما منعني أن أسمع منه إلا استغنائي بأصحابي".([3])

وروى الحديث أيضًا الطبراني في كتاب الدعاء (1689)، فقال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا نافع ابن خالد الطاحي، ثنا نوح بن قيس ثنا أشعث بن جابر الحداني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مر بشجرة يابسة ومعه أصحابه، فأخذ بغصن من أغصانها، فجعل ينفضه ويتحات الورق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ليحتن الخطايا، كما يتحات ورق هذه الشجرة"، وفي إسناده نافع بن خالد الطاحي، وقد ذكره أهل العلم كابن ابي حاتم في الجرح والتعديل، وغيره ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ومثل هذا مجهول الحال، وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير نافع بن خالد الطاحي وهو ثقة، ولعل الهيثمي رحمه الله استأنس في توثيقه برواية أبي زرعة عنه؛ لأن بعضهم يقول: أبوزرعة لا يروي إلا عن ثقة، ومثل هذه الإطلاقات يدخلها خلل كثير، فقد وجد في شيوخ أبي زرعة ضعفاء.

وأما ما رواه أحمد في مسنده ح (12556) من طريق سنان بن ربيعة عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصنًا فنفضه فلم ينتفض، ثم نفضه فلم ينتفض، ثم نفضه فانتفض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الا الله، والله أكبر، تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها"، ففي سنده سنان بن ربيعة الباهلي مختلف فيه، قال فيه ابن معين: ليس بالقوي، وقال الذهبي: "صدوق وقرنه البخاري بآخر"([4]). وقال الحافظ في التقريب: "صدوق فيه لين، أخرج له البخاري مقروناً"([5])، وبناءً على ما ذكرناه آنفا، فالحديث محتمل للتحسين، والله تعالى أعلم.



[1]- تاريخ الإسلام (3/888).

[2]- تهذيب التهذيب (4/195).

[3]- ينظر تهذيب التهذيب (4/ 195).

[4]- ينظر الكاشف (1/ 467).

[5]- التقريب (1/ 396).

22261 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات