الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله، أما بعد:
فالأصل أن يتولى النساء مهمة التدريس
للطالبات والفتيات، وذلك لخطورة الاختلاط على النحو المذكور، فالشيطان حريص،
والعاقل لا يأمن على نفسه الفتنة، ولا يضمن ثباته على ما يريد، وقد ثبت في
الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما: «ما
تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»([1])،
وتزداد الفتنة حين يكون هذا بين شباب ونساء.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ـ
في حجة الوداع ـ حين كان ابن عمه الفضل بن عباس رديفه، فجاءت امرأة من خشعم، فجعل
الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم، يصرف وجه الفضل إلى
الشق الآخر= إذا كان هذا فعله صلى الله عليه وسلم
في موسم الحج، والفتن قليلة، وداعي الحرام أقلّ، فكيف بتجمع مستمر؟!
ولئن حرصتَ على صيانة نفسك، فقد تكون
سبباً في فتنة من تدرسهن، وقد تضعف، فالإنسان أضعف ما يكون في هذه الأحوال، قال
بعض السلف في تفسير هذه الآية: {وَخُلِقَ
الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء: 28] قال: ليس يكون الإنسان في شيء أضعفَ
منه في النساء.
والذي أراه لك: أن تطلب من إدارة الجهة
التي تعمل عندها أن يكون تدريسك عبر دائرة تلفزيونية، أو عبر وسائط النقل
الإلكترونية كالسكايب وغيره، مع مراعاة الأدب في القول والخطاب معهن، فإن تيسر هذا
فالحمد لله، وإلا فابحث عن عمل آخر، فسلامة دينك أعظم وأولى، وتجنب مواضع الفتن
أحقّ وأحرى، وأذكّرك بقول أصدق من قال ووعد جل جلاله: {وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا
يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 2،
3]، والله تعالى أعلم.
ارسال الفتوى