علامات واضطرابات الحيض عند النساء

QR code
أ.د. عمر بن عبدالله المقبل
تاريخ التحديث: 2016-12-24 07:04:37
السؤال كاملا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعدكم الله وحفظكم من كل مكروه وسوء وحقق مناكم ومبتغاكم، إن سمح وقت سموكم لدي سؤال، دورتي الشهرية مدتها عشرة أيام، وبعدها أغتسل وأصلي، وفي هذا الشهر كانت كعادتها عشرة أيام ويزيد، لكنني أغتسل في اليوم العاشر، وبعدها رأيت طهرا استمر لمدة ثمانية أيام فقط، ونزل الدم مجدداً متواصل دون انقطاع، نفس مواصفات دم الحيض ما عدا الرائحة واللون، وأحياناً يصبح أحمر فاتح، وأحيانا غليظ مع قطع كبيرة، فهل أعتبر هذا الدم دم استحاضة وأصلي وأصوم، وهل أغتسل لكل صلاة أم أكتفي بغسل الدم وتغطية المكان، احترت كثيراً في أمر الصلاة، أخاف أن أأثم لأنني أصلي وأحاول أن أغتسل في كل فرض، الله يسعدكم أرشدوني ماذا أفعل؟ مع العلم أنني راجعت طبيبة النساء ولم تفيدني، حتى مع الأدوية الدم مازال مستمر وأعاني من مرض بطانة الرحم المهاجرة، سدد الله خطاكم ورعاكم.

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فلا عليك –أيتها الأخت السائلة- فهذا شيء كتبه الله على بنات آدم، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم([1])، وقد تحدث اضطرابات في عادات النساء، وذلك بالزيادة أو النقص، مثل أن تكون عادة المرأة ثمانية أيام فيستمر الدم معها إلى اليوم التاسع أو العاشر، وقد تكون عادتها عشرة أيام فتطهر لتسعة أيام أو لسبعة، وقد تتقدم عادتها أو تتأخر، مثل أن تكون عادتها في آخر الشهر، فترى الحيض في أوله، أو تكون عادتها في أول الشهر فتراه في آخره، أو كمثل حالتك التي يضطرب فيها الحيض، وفي كل هذا إذا رأت المرأة الدم فهي حائض، وإذا رأت الطهر فهي طاهر، سواء زادت عن عادتها أو نقصت، وسواء تقدمت عادتها أو تأخرت، وسواء قلت مدة الطهر أو كثرت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي".([2])

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والأصل فى كل ما يخرج من الرحم أنه حيض حتى يقوم دليل على أنه استحاضة"([3])، وقال أيضًا: "فما وقع من دم فهو حيض، إذا لم يعلم أنه دم عرق أو جرح".([4])

ومن المعلوم أن دم الحيض له مواصفات، منها: اللون والرائحة، ولكن له أيضًا مواصفات أخرى تعلمها النساء المميزات، مثل أن يكون غليظًا، أو قطعًا كبيرة، أو ما شابه ذلك من العلامات، ولذلك فكما قلت آنفا، إذا رأت المرأة الدم بهذه المواصفات، فهو دم حيض يجب عليها ما يلزم الحائض من ترك الصلاة والصوم والطواف، وما شابه ذلك من أحكام تتعلق بالحيض، وأما إذا رأت المرأة الطهر، فتغتسل ويحل لها ما كان منها قبل الحيض، وأما إذا كان الدم دم استحاضة، وهو ينزل في الغالب لمرض يصيب المرأة  -وهو ما يشبه دم العرق أو الجرح- فيلزمها حينئذٍ –على الراجح من أقوال أهل العلم- الوضوء فقط لكل صلاة، وأيضًا يحل لها ما كان منها قبل الحيض، والله تعالى أعلم.



[1]- أخرجه البخاري ح (294)، ومسلم ح (2976).

[2]- أخرجه البخاري ح (320)، ومسلم ح (501).

[3]- مجموع الفتاوى (19/ 238).

[4]- مجموع الفتاوى (19/ 241).

1460 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات