الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله، أما بعد:
التدليس عند المحدثين ليس قسماً
واحداً، بل هو عدة أقسام، بعضها أشد من بعض، وبعضها محرّم وبعضها مكروه.
والصورة التي سألت عنها، تسمى تدليس
التسوية، وهو شر أنواع التدليس، وقد سئل الإمام يحيى بن معين عن الرجل يُلْقِي
الرجلَ الضعيف من بين ثقتين، يوصل الحديث ثقةً عن ثقةٍ، ويقول: أنقصُ من الحديث،
وأصلُ ثقةً عن ثقة، يُحسّن الحديث بذلك؟ فقال: لا يفعل، لعل الحديث عن كذاب ليس
بشيء، فإذا هو قد حسنّه([1]).
وكلُّ نوعٍ أوهم صحةً وهو خلاف ذلك
فهو من الغش كما قال الذهبي: "والمدلس فيه شيء من الغش، وفيه عدم نصح للأمة،
لا سيما إذا دلس الخبر الواهي، يوهم أنه صحيح، فهذا لا يحل بوجه، بخلاف باقي أقسام
التدليس، وما أحسن قول عبد الوارث بن سعيد: التدليس ذل"([2])،
لأنه يوهم السامعين إن حديثه متصل وفيه انقطاع، هذا إن دلّس عن ثقة، فإن كان
ضعيفًا فقد خان الله ورسوله، بل هو كما قال بعض الأئمة: حرام إجماعا"([3])، والله تعالى
أعلم.
ارسال الفتوى