الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فلعلك تقصد -أيها الأخ السائل- القصة التي تداولتها بعض المواقع الإلكترونية: من أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان في مدينة غريبة لا يعرفه أهلها، وقرر بعد أن بلغ به التعب مبلغه أن ينام في المسجد، فرآه حارس المسجد فرفض أن يمكث فيه، فقال الإمام: سوف أنام موضع قدمي فقط، ونام الإمام موضع قدمه، فقام الحارس بسحبه من قدميه وأخرجه من المسجد، وكان الإمام أحمد شيخا وقورًا تبدو على وجهه ملامح التقوى والصلاح، فلما رآه خباز بهذه الهيئة عرض عليه أن يحضر لينام في منزله، فذهب معه ولاحظ الإمام أحمد أن الخباز وهو يقوم بعمله في عجن العجين وخبز الخبز أنه يستغفر ويستغفر ويستغفر،  فلما رأى الإمام حال هذا الخباز مع الاستغفار استأذنه أن يسأله سؤالاً، وكان الإمام يعرف أن للاستغفار فوائد عظيمة، فقال له هل وجدت لاستغفارك هذا ثمرة، فأجابه الخباز: نعم.. أنا والله كلما دعوت الله دعوة استجابها لي ما عدا دعوة واحدة، قال له الإمام أحمد: وما هي هذه الدعوة التي لم تستجب؟ قال الخباز: دعوت الله أن يريني الإمام أحمد بن حنبل، فقال الإمام: أنا الإمام أحمد بن حنبل، والله إني جررت إليك جرًا.

وهذه القصة لا أصل لها في كتب التراجم والمناقب، وخاصة الكتب التي ترجمت للإمام أحمد رحمه الله، كمناقب الإمام أحمد لابن الجوزي، وطبقات الحنابلة وذيله، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ بغداد، والبداية والنهاية، وغيرها من الكتب التي اعتنت بحياة الإمام أحمد رحمه الله، والله تعالى أعلم.