الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه –وهذا لفظ مسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه، وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".([1])
وقوله: داخلة إزاره أو صنفة إزاره –كما في رواية الترمذي([2])- معناها كما قال الحافظ ابن حجر: "داخلة إزاره: طرفه الذي يلي الجسد"([3]).
وأما عن حكمة النفض، فقد ذكر بعض أهل العلم أن الحكمة منه حتى لا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات([4])، وأما عن حكمة النفض بالإزار وعدم النفض باليد، فلئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك ثمة ما يُكْرَه([5]).
ومن المعلوم أن البيوت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن مضاءة بهذا الشكل الذي نراه اليوم، لذلك لم يكن من المستبعد أن تطرقها بعض الحشرات أو الهوام الضارة اللاَّدغة، ولهذا أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى أن نتعاهد الفراش قبل النوم احترازًا منها.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الحكمة في ذلك: أن الإزار يستر بالثياب فيتوارى بما يناله من الوسخ، وذلك إذا كان الفراش متسخا([6])، ولذلك إذا ترجح أن العلة في (داخلة الإزار) السلامة على المسلم مما قد يصيبه من الأذى أو الوسخ، فيجوز نفض الفراش (بداخلة الإزار) أو غيره، خاصة إن كان يأمن ذلك على نفسه بإشغال المصباح مثلا كما في زماننا، فلعله حينئذ لو نفضه بيده، فلا بأس عليه في ذلك إن شاء الله. والله أعلم.
شيخي الفاضل لو كان العلة عقرب أو حية أو حتى ذبابة أو ذرة فإنه في بيوتنا الآن زائل ويعطل العمل بالحديث لماذا لاتقل للناس الحكمة أولا تعبدية إتباع للسنة ثانيا نفض مايؤذي الإنسان ويدخل بذلك الجن والشياطين .... والله تعالى اعلم