الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا -أيتها الأخت السائلة- حرصك على نصح أقاربك، وحرصك على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأما بالنسبة للنصيحة لنساء أقربائك، فهذا يتوقف على مراعاة المصالح والمفاسد، وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنت أدرى بهن من غيرك، فإن رأيت أن نصحهن بالطريقة المباشرة أفضل لهن وأرجى في تغيرهن فهذا هو الافضل، وإن رأيت أن نصحهن بطريقة غير مباشرة أفضل لهن وأرجى في تغيرهن فهذا هو الأفضل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح أصحابه رضي الله عنهم بالتعريض مرة، وبالتصريح مرة أخرى، وإن كان أكثر نصحه صلى الله عليه وسلم بالتعريض لا بالتصريح.
ولكن حاولي دائما أن يصل لمن تنصحين منهن أنك ما أديت النصيحة إلا لحبك لهن وحرصك عليهن، وأخلصي النية في النصيحة، وأن لا تكون من باب التشهير بهن، واختاري من الكلمات ما يحببهن في التوبة إلى الله ولا ينفرهن، ورغبهن ورهبهن على حسب ما يحتاجه المقام معهن، وتذكري دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه"([1])، وقال أيضًا: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه"([2])، وأخلصي الدعاء لهن عسى الله أن يتوب عليهن، هذا والله تعالى أعلم.
ارسال الفتوى