حدود طاعة الوالدين غير المسلمين

QR code
أ.د. عمر بن عبدالله المقبل
تاريخ التحديث: 2016-07-17 17:00:11
السؤال كاملا

أنا كندية أسلمت حديثًا، وانتقلت للعمل منذ سنة في الكويت، والدتي لا يعجبها إسلامي، وتصر على عودتي إلى كندا، وتصفني بالداعشية الإرهابية، فما هي حدود الطاعة التي يجب أن أطيع فيها والدتي كما أمرني بها الإسلام؟ وهل طاعة الأهل الغير مسلمين تكون ببرهم بالكبر فقط؟ لأن والدتي عمرها 37 سنة، وليست كبيرة كي أبر بها وأقوم بإعانتها؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهنيئًا لك -أيتها الأخت السائلة- دخولك في دين الحق دين الإسلام، ونسأل الله عز وجل أن يثبتك على دينه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وأما بالنسبة لطاعة الوالدين بصفة عامة، فقد قضى فيها ربنا جلَّ وعلا بالقول الفصل حين قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8]، وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 14، 15].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف".([1])

فإذا طلبت منك والدتك أن تعودي، فمن الممكن أن تداريها وأن تلاينيها وأن تلاطفيها، وحاولي أن تدعوها للإسلام بالتي هي أحسن، واطلبي ممن تثق فيه أن يساعدك في إسلام والدتك، عسى الله أن يهديها على يديك.

ونوصيك بحسن الخلق معها، والصبر على ما قد يصلك من أذى منها، وصلتها بالتي هي أحسن، ففي الصحيحين من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: "نعم صلي أمك".([2])، وطاعة الوالدين ليس لها وقت أو سن محدد، بل الأمر فيها كما ذكرنا آنفا من كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.



[1]- أخرجه البخاري ح (7257)، ومسلم (4871).

[2]- أخرجه البخاري ح (2620)، ومسلم (2372).

1915 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات