الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار فاصبر واحتسب، وأكثر من الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وبالنسبة لسؤالك: فإن كنت تقصد بقولك: هل رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم هذه حق؟ فأقول {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ} [يوسف: 44].
وأما إن كنت تقصد: هل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل صورتي، ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار".([1])
ولكن اعلم -أخي الكريم- أنه لابد لمن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أن يراه على صورته الحقيقية، فهناك بعض الناس من يدعى أنه رأى نورًا أو رأى رجلاً يلبس بنطالًا أو رجلًا من غير لحية، فهذه كلها ليس أوصافًا للنبي صلى الله عليه وسلم، والشيطان لا يتمثَّل بالصورة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم، وأما بغيرها فيمكن له ذلك.
وقد روي عن إمام المعبرين في زمانه الإمام محمد بن سيرين كان إذا قَصَّ عليه رجلٌ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صف لي الذي رأيته، فان وصف له صفة لا يعرفها، قال: لم تره. قال ابن حجر: وسنده صحيح، ثم قال: "ووجدت له ما يؤيده، فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب حدثني أبي قال: قلت لابن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، قال: صفه لي. قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به، قال: قد رأيته. وسنده جيد"([2]).
ارسال الفتوى