الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن كلمة الجاه مستعملة في لسان العرب بمعنى الوجه، فيقال: لفلان جاه عند السلطان، أي وجه، ومكانة خاصة، فهو بهذا المعنى لا يليق بالله جلّ وعلا، بل سمعتُ شيخنا ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ يقول عن قول الداعي: (عزّ جاهك) هي كلمة منكرة! وأي جاه لله عند أحدٍ من خلقه؟ والصواب أن يقال: عزّ جارك، أي المستجير بك.
ورخّص في التعبير عن ذلك ـ أي: قول (أسألك بجاهك العظيم) ـ شيخنا ابن باز ـ رحمه الله ـ، ولعل مأخذ الجواز هنا، النظر إلى أن معنى الجاه بمعنى المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة، فإذا كان الأمر كذلك فلا بأس.
ومع هذا فالأولى ترك هذا الدعاء لما فيه من اللبس، وعلى العبد أن يتحرى الأدعية المأثورة، ففيها الخير الكثير.
وأما وصف سلطان الله بالقدم، فهذا مما وردت به السنة في الحديث الذي رواه أبو داود عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: "أعوذُ باللهِ العظيمِ، وبوجهِهِ الكريم، وسُلطانِه القديم، من الشَّيطانِ الرَّجيم"([1])، والله تعالى أعلم
ارسال الفتوى