الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي قولك ـ أخي السائل ـ: "بها منكرات" ما يوضح الجواب، وأنه لا يجوز دخولها ولا تصفحها، سواء كانت هذه المنكرات فيما يتعلق بالبصر، أو منكرات فكرية؛ لعموم الأدلة الدالة على وجوب مفارقة أماكن المنكرات، كقوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140]، وقوله تعالى: { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]، وقد وصف الله عباد الرحمن بأنهم إذا مرّوا بأماكن اللغو والزور مرّوا عليها مرور الكرام، دون أن يتقصّدونها: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } [الفرقان: 72]، والإنسان لا يأمن على نفسه الفتنة، فكم من إنسان دخلها بداعي التصفح، ثم فتن بعد ذلك، فتكاثرت عليه سهام الشهوات والشبهات، فأردته قتيلاً، والسلامة لا يعدلها شيء.
ارسال الفتوى