من الأدلة على تحريم الغناء

QR code
أ.د. عمر بن عبدالله المقبل
تاريخ التحديث: 2016-05-06 11:24:02
السؤال كاملا

هل هناك دليل صحيح على تحريم الغناء؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فإن كنت تقصد بالغناء: هو الذي لا يخلو من الكلمات الفاحشة والمهيّجة على الحب المحرّم والتي تزيين فعل الفواحش، والغرام بين الذكر والأنثى، بل وفي بعضها تهييج لتقوية الغرام بين الذكر والذكر عياذًا بالله! وفضلًا عن ذلك أن يكون مصحوبًا بالمعازف - كما هو حال أكثر الأغاني اليوم – فهذا لا يستريب عاقل في حرمته، ولا يقول بحلّه من شمّ رائحة العلم.

وأما الأدلة على ذلك، فكثيرة، منها قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [لقمان: 6]. وقد فسر الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله {لَهْوَ الْحَدِيثِ}: بالغناء، وكما قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث: بأنه الغناء، فقد صحّ ذلك عن ابن عباس، وابنِ مسعود. قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث" فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء، يرددها ثلاث مرات، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء"([1]).

وإذا أدمن الإنسان سماع القصائد المباحة –فضلًا عن المحرمة- أثّرت عليه، وعلى قلبه، بل قد تصدّه عن القرآن إمّا كليًا أو أغلبيًا، فكيف بالقصائد المُغنّاة؟ يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "فإن القلب إذا تعود سماع القصائد والأبيات والتذ بها، حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات، فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن"([2])اهـ.

وهذه الأغاني –كما قلت آنفا- لا تكاد تخلو من المعازف كما هو معلوم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ـ كما في البخاري ـ من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ"([3]). ومعنى "يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف": أن الأصل فيها التحريم، ولهذا قال ابن تيمية: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا"([4]).

ويستثنى من ذلك الدف -بغير جلجل أو صنوج - في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، قال ابن تيمية: "رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: "التصفيق للنساء والتسبيح للرجال([5])، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء([6] ولما كان الغناء والضرب بالدف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثًا، ويسمون الرجال المغنين مخانيث، وهذا مشهور في كلامهم"([7]).انتهى.



[1]- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (1/ 240):

[2]- مجموع الفتاوى (11/ 532).

[3]- أخرجه البخاري ح (5590).

[4]- مجموع الفتاوى (11/576) باختصار.

[5]- أخرجه البخاري ح (1204)، ومسلم ح (982).

[6]- أخرجه البخاري ح (5885).

[7]- مجموع الفتاوى (11/ 566).

1584 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات