قراءة الأبراج على النت

QR code
د. عمر بن عبد الله المقبل
تاريخ التحديث: 2014-09-03 13:07:19
  • الكلمات الدالة
السؤال كاملا

لقد دخلت موقعاً على الانترنت، عن الأبراج فأردت معرفة برجي من خلال الموقع، وقرأتُ معلومات عن البرج والوظيفة المناسبة لصاحب البرج، هل في هذا دخول في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من أتى كاهناً أو عرافاً...))، علماً أنني لم أصدق ما يقولون، ولا أعتقد به، فقط مجرد تسلية. أرجو الجواب؛ لأني خائف مرة، وشكراً لكم.

الإجابة

لا يستريب مؤمن أن هذه الأمور التي ذكرت هي ضرب من الكهانة، والله سبحانه وتعالى بيَّن لنا في القرآن منافع النجوم، وأنها في ثلاثة أشياء: رجومٌ للشياطين، وعلاماتٌ يهتدى بها، وزينة للسماء.

فمن ادعى شيئاً من المنافع لها غير ذلك؛ فقد قال بغير علم، وفي الحديث: ((ومن اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر))([1]).

وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن قراءاتها والاطلاع عليها -ولو من باب التسلية- لا يجوز؛ لما فيه من المفاسد الدينية، ومنها:

-      أن توقعات هؤلاء قد توافق وتصيب، فيقع في قلب القارئ ميلٌ لهم، وتصديق لخرافاتهم.

-      أن كثرة الاطلاع، أو السماع والمشاهدة لأمثال هذه البرامج، يورث الاستخفاف بها، وعدم إنكارها، وقد يفضل إلى تصديقها.

والعاقل يدرك -بدون تأمل- كذب هؤلاء الدجالين،فهم يرجمون بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى،كما قال سبحانه: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}(سورة النمل:65).

ومما يوضح لك دجلهم وكذبهم: أن هذه المواقع تذكر أن من ولد في البرج الفلاني فسيقع له كذا وكذا، فهل يمكن أن يتفق عشرات الملايين على نفس المآلات؟ بل قد يولد توأمان ويقع بينهم اختلافٌ كبير،  وهذا دليل واضح على كذبهم، واستغلالهم لجهل الناس، وتعلّقهم بالمغيبات، ولهذا تجدهم يقولون كلاماً عاماً: مثل: "لا يمكن لك أن تقدم على العمل الذي تريد"، أو: "أقدم"، أو: "لا تتردد فيما تتوقع"، وهذا كلام عام يصلح لكل أحد، فيقول أحدهم: فعلاً -والله- قرأتُ وما ترددت فكان ذلك، فيُصدِّق بذلك السذَّجُ من الناس.

فالواجب الحذر من ذلك، وعلى المؤمن أن يكون صادق التوكل والاعتماد على ربه الذي بيده النفع والضر، وليتذكر أن ما أخطأ الإنسان لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه، والله المستعان.



([1]) رواه أبو داود برقم(3905)، وابن ماجة برقم(3726)، وصححه النووي والذهبي.

3485 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات