الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: ليس من سبيل المؤمنين وأهل العلم خاصة أن يأخذوا بنص محتمل -على سبيل التنزل-،ويتركوا عشرات النصوص المحكمة في الكتاب والسنة التي تدل على فضائل الصحابة رضي الله عنهم.
ثانياً: بخصوص الاستدلال بحديث الحوض، فإن المتتبع لروايات الحديث لا يستريب أن المراد بهؤلاء الصحابة هم المنافقون أو الذين ارتدوا بعد وفاته:
أما المنافقون؛ فهم صحابة في الظاهر باعتبار مصاحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ إلا أنهم ـ عياذا بالله ـ كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، كما قال تعالى: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}(سورة المنافقون:1).
وقد كان كان صلى الله عليه وسلم يعرف بعضهم، ويخفى عليه بعضهم، كما قال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}(سورة التوبة: 101)، فكان صلى الله عليه وسلم يظن أن أولئك من أصحابه وليسوا كذلك بل هم من المنافقين.
أما الذين ارتدوا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فقد قاتلهم الصديق رضي الله عنه، فهم أحقّ الناس بقوله صلى الله عليه وسلم: "سحقاً"، والله أعلم.
ارسال الفتوى