وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
نعم يدخلون في هذا الحكم؛ فإن القرآن الكريم حين نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، نزل وهم محرِّفون لكتبهم وهذا مما صرّح القرآن به، كما قال سبحانه: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[البقرة: 75]، وقال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}[النساء: 46]، وقال عز وجل: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}[المائدة: 13]، وغيرها من الآيات الكريمة.
بل جمع الله في سورة المائدة بين الحكم بحلّ ذبائحهم، وبين قولهم بالتثليث، كما قال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}[المائدة: 17]، وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}[المائدة: 73].
ولهذا تزوج بعض الصحابة ببعض الكتابيات، مع أنهم حين نزل الوحي كانوا بهذا الاعتقاد، ولم يخالف في هذه المسألة من الصحابة إلا ابن عمر، وقوله مرجوح، والصواب رأي الأكثرين؛ كعثمان وحذيفة رضي الله عنهم أجمعين.
والله أعلم.
ارسال الفتوى