الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله، أما بعد:
فهذا إسناد ضعيف، لكن يتقوى بما ورد في
الباب من شواهد:
أما الحديث موضع السؤال فقد رواه
الإمام أحمد في مسنده ح (1417) عن، عبدالله بن شداد مرسلًا، لكن وصله أبو يعلى ح (634)،
بذكر طلحة فيه، فقال: حدثنا القواريري حدثنا عبدالله بن داود عن طلحة بن يحيى، عن إبراهيم
- قال ابن داود: أراه قال مولى لنا- عن، عبد
الله بن شداد عن طلحة بن عبيد الله، كما قاله المنذري في الترغيب([1])، وكأنه يشير إلى أن عبد الله
بن شداد ليست له صحبة، وإنْ ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه من كبار التابعين
الثقات كما ذكر العجلي([2])، وكان معدودًا في الفقهاء،
ولم يصرح في هذا الحديث عند أحمد بالسماع، بل قال: إن نفرًا ....إلخ، وذكر بعضهم
علة أخرى، وهي أن طلحة بن يحيى قد تكلم فيه من قبل حفظه، قلت: لكن لا ينزل حديثه عن
مرتبة الحسن، وقد روى له الشيخان في صحيحيهما.
وسُئِل الدارقطني عن حديث عبدالله بن شداد
بن الهاد، عن طلحة بن عُبيد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد صلى المُتَوَلى
بعد صاحبه، وصلى كذا، ليس أحد أفضل عندالله من مؤمن يُعمر في الإسلام بتكبيره، وتسبيحه،
وتحميده.
فقال: هو حديث يرويه طلحة بن يحيى بن طلحة،
واختُلف عنه، فرواه عبد الله بن داود الخريبي، عن طلحة بن يحيى، عن إبراهيم، مولى لهم،
عن عبدالله بن شداد، عن طلحة.
وقال الفضل بن العلاء، ووكيع، من رواية
يحيى الحِماني عنه، عن طلحة، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شداد، عن
طلحة.
وأرسل أحمد بن حنبل، عن وكيع، فقال: عن
عبد الله بن شداد، أن ثلاثة قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتابعه عثمان بن أبي شيبة على إرساله، إلا
أن عثمان قال فيه: عن محمد بن إبراهيم بن طلحة، ووهم فيه على وكيع، وإنما قال لهم وكيع
إبراهيم بن محمد بن طلحة، والصواب عندنا قول عبد الله بن داود، والله أعلم".([3])
وللحديث
شاهد من حديث أبي هريرة رواه الإمام أحمد في مسنده ح (8380)، وفي الباب عن عبد الله
بن بسر رضي الله عنه بأسانيد صحيحة بلفظ: "خيركم من طال عمره وحسن عمله"،
وقد رواه أحمد في مسنده ح (17716)، والترمذي في جامعه ح (2330)، والبيهقي في السنن
الكبرى ح (6764).
وبناء على ما ذكرناه آنفا، فلعل الحديث
يتقوى، والله تعالى أعلم.
ارسال الفتوى