ما العيوب المانعة من الإجزاء في الأضحية؟

QR code
أ.د. عمر بن عبدالله المقبل
تاريخ التحديث: 2016-09-03 06:05:33
السؤال كاملا

هل الناقة اللي خربان ديسها تجزئ عن الضحية، أما لا تجزئ؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فلم توضح معنى (الديس) في سؤالك، فإن كان المقصود به الثدي، فينظر: إن كان ثديها مقطوعاً أو ضامراً بأصل الخلقة فلا يضر، وإن كان هذا بفعل فاعل فيكره التضحية بها، لأن هذا نقص، وإن كان نقصًا لا يمنع من الإجزاء.

واعلم ـ وفقك الله ـ أنه قد دلّت النصوص الشرعية، من الكتاب والسنة على جملة من الشروط التي يجب توافرها في الأضحية لتكون مجزئه، وهي:

أولًا: أن تكون من بهيمة الأنعام، قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } [الحج: 34]، وبهيمة الأنعام هي: الأبل والبقر والغنم.

ثانيًا: أن تبلغ السن المحددة شرعًا، وهي: من الإبل: ما تم له خمس سنين، ومن البقر: ما تم له سنتان، والمسنة من المعز: ما تم له سنة، والجذعة من الضأن ما تم له ستة أشهر،  وما كان دون ذلك فلا يجزئ هديًا ولا أضحية. ففي الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ضحى خال لي يقال له أبو بردة قبل الصلاة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شاتك شاة لحم". فقال يا رسول الله: إن عندي دَاجِنًا جذعة من المعز قال: "اذبحها ولن تصلح لغيرك" -وفي رواية مسلم: "ضَحِّ بها ولا تصلح لغيرك"- ثم قال: "من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين"([1])، فتبين من الحديث أن الجذعة من المعز لا تجزئ في الأضحية. قال النووي رحمه الله: "قال العلماء: المُسِنَّة هي: الثَّنِيَّة من كل شيء، من الإبل والبقر والغنم فما فوقها، وهذا تصريح بأنه لا يجوز الجذع من غير الضأن في حال من الأحوال، وهذا مجمع عليه"([2]).

ثالثًا: أن تكون خالية من العيوب التي تمنع من الإجزاء:

فهناك من العيوب ما يمنع من الإجزاء، ومنها ما هو مكروه فقط ويجزئ، ومنها ما هو معفو عنه، فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما من حديث أبي الضحاك قال: قلت للبراء بن عازب: حدثني عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأضاحي. قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدي أقصر من يده، فقال: " أربع لا يَجُزْنَ، العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظَلْعُها، والكَسِيرة التي لا تُنْقِى".([3]) وعليه فلا تجزئ الأضحية إذا كانت البهيمة متصفة بهذه العيوب الأربعة، أو ما كان في معناها أو مثلها مما هو مشين لذاتها، أو مانع من مساواتها سائر المواشي في المشي والرعي ونحو ذلك، فهو مثلها في الحكم. والله تعالى أعلم.



[1]- أخرجه البخاري –وهذا لفظه- ح (5236)، ومسلم ح (1961).

[2]- شرح النووي على مسلم (13/ 117).

[3]- أخرجه أبو داود ح (2804)، والنسائي –وهذا لفظه- ح (4386).

5768 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات