الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالضبط قسمان كما أشرت في سؤالك، وإذا
عرفنا أن ضبط الصدر هو: أن يُثْبت ما سمعه، بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء، وأن
ضبط الكتاب هو: صيانة الراوي لكتابه منذ أدخل الحديث فيه، وصححه، أو قابله على أصل
شيخه، أو نحو ذلك؛ إلى أن يؤدي منه، فإن الأعمّ الأغلب أن ضبط الكتاب أقوى؛ لأن
الصدر يخون أحياناً فيقع الإنسان في الوهم والغلط، ولهذا كان جماعة من الأئمة
يتذاكرون الحديث حفظاً، فإذا أراد أحدهم أن يحدث أحضر كتابه، مع كونه إماماً ثقة
حافظاً، كما اشتهر ذلك عن الإمام أحمد، وابن أبي شيبة وغيرهم.
وأما التصحيف فقد يقع ممن ذكرتهم؛
لسببين: إما لوقوعه في أصل الرواية التي تلقوها من شيوخهم، أو بسبب وهم من نفس
صاحب الكتاب، والسهو والوهم لا يسلم منه أحد، لكن العبرة بكثرته وقلّته، وبهذا
تفاوت المحدثون.
والله
تعالى أعلم.
ارسال الفتوى