الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فبالنسبة لفضل الزهراوين وهما: سورة البقرة وسورة آل عمران، فقد وردت عدة أحاديث في فضلهما، كحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ـ في صحيح مسلم ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة"([1]). والبطلة هو: السحرة.
فظاهرُ الحديث أن الفضل في قراءتها، وقد بوب النووى على هذا الحديث بقوله: "باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة".
ولا ريب أن الأفضل حفظهما وتعلمهما، فقد كان هذا هدي الصحابة رضي الله عنهم، كما حكاه أبو عبد الرحمن السلمي ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا "يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات"، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل([2])، والله تعالى أعلم.
ارسال الفتوى