الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأما ما ذكرتيه –أيتها الأخت السائلة- فلا أعلم له أصلًا في الشريعة الإسلامية.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما إذا اعترى المسلم خوف أو هم أو حزن- ما يغني عن هذه المحدثات.
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم".([1])
وفي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن".([2])
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء".([3])
وفي صحيح مسلم من حديث خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك".([4]) وفي رواية: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة. قال: "أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك".([5])
وفي صحح ابن حبان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا" قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: "أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".([6]).
وروى أبو داود وأحمد والبخاري في "الأدب المفرد" وغيرهم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".([7])
وغير ذلك من الأحاديث التي يضيق المقام عن استيعابها، والله تعالى أعلم.
ارسال الفتوى