الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلا شك أن أفضل ما يوجّه له المسلم هو الالتزام بالأدعية الشرعية، التي وردت في الكتب والسنّة، ففيها ميزتان لا توجد في غيرهما:
الأولى: أنها من كلام الله أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: عصمتها من أي محذور شرعي.
ولهذا فإن من الأفضل في مثل سؤالك الدعاء بمثل دعاء الخليل عليه الصلاة والسلام: { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41]، أو دعاء نوحٌ عليه السلام: { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [نوح: 28]، ومثل قوله تعالى: {رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]. وما شابه ذلك من الأدعية.
وأما قولك: اللهم أسألك رضاك ورضا والدي، فلا حرج في ذلك، فالمعنى: اللهم إني أسألك رضاك، وأسألك رضى والديّ، فحذف الفعل تخفيفا، وليس هذا من التشريك الممنوع التي جاءت به النصوص، في مثل حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :"أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده"([1])، وفي رواية: "أجعلتني لله عدلا"([2])، لأن هذا في مقام التشريك في المشيئة، وأما حالك فهو سؤال محضٌ بالله تعالى، وإنما الذي حصل هو حذف الفعل اكتفاء بالعطف، والله تعالى أعلم.
ارسال الفتوى