الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد اختلف العلماء في إثبات هذا الاسم لله تعالى ونفيه، فأثبته جماعةٌ منهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حيث قال مقررا قول بعض أهل العلم:"ولهذا قال المصنفون في شرح أسماء الله الحسنى: إن المغيث بمعنى المجيب لكن الإغاثة أخص بالأفعال، والإجابة أخص بالأقوال"اهـ([1])، ثم قال مقررا كلامهم أيضاً: "من أسمائه تعالى المغيث والغياث، وجاء ذكر المغيث في حديث أبي هريرة([2]) قالوا واجتمعت الأمة على ذلك"([3]).

وقال ابن القيم في النونية:

وهو "المغيث" لكل مخلوقاته ... وكذا يجيب إغاثة اللهفان

وكذا ذكره الشوكاني مقرراً له، كما في "الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني" (1/ 307)، والعلامة السعدي في توضيح الكافية الشافية (ص124).

وأما ما يخص وروده في حديث أبي هريرة ـ الذي أشار إليه ابن تيمية ـ فإنه لا يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو مدرج من نفسير بعض الرواة، كما بيّن ذلك غير واحد من أهل العلم، منهم ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حيث قال في مجموع الفتاوى (6/ 379): "وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كل منهما من كلام بعض السلف فالوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسرا في بعض طرق حديثه" اهـ ([4]).

وحسب البحث فلا أعلم في إثبات هذا الاسم حديثا صحيحاً.

ومع هذا فإن المقرر عند أهل العلم أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء، وباب الإخبار عن الله أوسع من باب الصفات، فيخبر عن الله بأنه مدبر الكون، ويجبر قلوب المنكسرين، ولا يلزم منه جواز تسميته بالمدبر والجابر مثلا، والله أعلم.