الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

هذا إن كان مرادك أنه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا كلام باطل، وأما إن كنت تقصد السؤال عن مشروعية هذا الفعل، فالسنة الثابتة عنه هي ما رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَنَفَّسُ فِى الشَّرَابِ ثَلاَثًا وَيَقُولُ: «إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ ». قَالَ أَنَسٌ فَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِى الشَّرَابِ ثَلاَثًا([1]).

ومعنى: (أروى) من الرِّي : أي : أكثر رِّيا، (وأبرأ) أي: أبرأ من ألم العطش، وقيل: ( أبرأ ) أي: أسلم من مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب في نفَس واحد، وأما قوله (وأمرأ) فمعناه: أجمل انسياغا.([2])

وقد بيّن ابن القيم ـ رحمه الله ـ معنى حديث أنس رضي الله عنه فقال :"معنى تنفسه في الشراب: إبَانَتُهُ الْقَدَحَ عَنْ فِيهِ، وَتَنَفّسُهُ خَارِجَهُ، ثم يعود إلى الشراب".([3])

أما التسمية عند كل جرعة فلا أصل له.