المسارعة في الخيرات

QR code
د. عمر بن عبد الله المقبل
تاريخ التحديث: 2014-06-28 07:21:48
  • الكلمات الدالة
السؤال كاملا

لدي عدة الأسئلة وأرجو أن أجد الإجابة عندكم. 1) في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث وذكر منها صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهذه الأيام حسب علمي هي الأيام البيض الوسطى في الشهر. وسؤالي: إذا أنا كنت ممن يداوم على صيام الاثنين والخميس فهل هذا يكفي عن صيام الأيام البيض؟. 2) لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى 12 ركعة غير الفريضة بنى الله له بيتا في الجنة، وورد عنه أيضا أنه قال من قرأ قل هو الله أحد 10 مرات بنى الله له قصراً في الجنة والسؤال هل هناك فرق بين البيت في الجنة والقصر؟ 3) ما هي الأعمال التي يثاب فاعلها ببيوت الجنة أو قصورها أو نخيلها و.... إلخ؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابة

أما صيام الإثنين والخميس، فهو أكثر أجراً من صيام الأيام البيض،  لأن الذي يصوم الاثنين والخميس،  فهو يصوم ثمانية أيام في الشهر على الأقل،  وهي تحقق الغرض المقصود، والله أعلم؛ لأن الأحاديث الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم، التي جاءت بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يبالي في أي الشهر صام، والتي جاءت في صيامه ليوم الاثنين أقوى من الأحاديث التي جاءت في صيام الأيام البيض،  ولكن ذكر العلماء – وأكد صحة ذلك الأطباء – أن صيام الأيام البيض له ميزة من ناحية شرعية وصحية أيضاً:

فأما الشرعية: فللأحاديث التي وردت بها؛ ولأن الكسوف غالباً لا يقع إلا فيها،  وقد ورد الأمر بمزيد العبادة فيها،  فإن اتفق الكسوف مع الصيام تهيأ له – مع الصلاة والصدقة – نوع من العبادة آخر، خلاف من لم يصمها.

وأما الصحية: فلأن هذا الوقت وقت يتهيج فيه الدم، والصوم يضيق مجاري الدم.

بالنسبة للحديثين اللذين ذكرتهما، فبيانهما كما يلي:

أما الحديث الأول: وهو "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له بها قصراً في الجنة".

فهو حديث منكر؛ لأنه من رواية زبان بن فائد،  عن سهل بن معاذ،  وهي سلسلة منكرة،  كما نص على ذلك ابن حبان وغيره.

وأما الحديث الثاني: فهو ثابت في صحيح مسلم(728): من حديث أم حبيبة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة أو إلا بِنُي له بيت في الجنة)).

أما سؤالك عن الأعمال التي يثاب فاعلها ببيت في الجنة... الخ،  فقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة،  لكن الذي يثبت منها قليل بالنسبة لما ورد، ومن ذلك حديث عثمان رضي الله عنه، الذي رواه البخاري(450)،  ومسلم(533)، واللفظ له: ((من بنى مسجداً لله تعالى – قال الراوي: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله – بنى الله له بيتاً في الجنة)).

واعلم أخي زادك الله حرصاً – أن الإنسان إذا دخل الجنة،  فإنه سيرى نعيماً لم يخطر على قلبه قط، ولم تره عينه من قبل، ولا سمعت به أذنه،  فليكن حرصك بارك الله فيك على أي عمل صالح، فكل الأعمال الصالحة تقود إلى الجنة ولابد، وعلى رأسها الفرائض، فإنه ما تقرب العبد إلى ربه بأعظم ولا أحب له منها، وإذا دخلت الجنة، فلن تيأس ولن تحزن ولن تهرم،  وما ظنك إذا كنت داخلاً في رحمة أرحم الراحمين سبحانه؟ الأمر لا يوصف.

فاحرص بارك الله فيك على الأعمال الصالحة كلها، وليكن اهتمامك بأوامر الله – عموماً – كبيراً، وبفرائضه أكبر، ولا بأس من البحث عن الفضائل والثواب الخاص الذي ورد في العمل، لكن لا يكن هذا هو همك الأكبر،  بحيث إذا لم تجد للعمل الصالح فضلاً خاصاً زهدت في العمل! فإن أي عمل ثبت مشروعيته فهو محبوب لله قطعاً، ويكفي هذا حادياً للمؤمن ودافعاً لكي يعمل هذا العمل، وفقك الله.


1724 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات