ما صحة حديث تعجيل الفطر؟

QR code
د. عمر بن عبد الله المقبل
تاريخ التحديث: 2014-06-28 03:20:27
  • الكلمات الدالة
السؤال كاملا

ما صحة حديث: ((لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر))،وما الأحاديث الأخرى التي جاء فيها الحث على تعجيل الفطر؟

الإجابة

حديث: ((لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر)).

هذا الحديث بهذا اللفظ متفق على صحته، فقد أخرجه (البخاري: 2/47)،  باب تعجيل الإفطار ح(1957)، و(مسلم: 2/771) ح(1098)،  و(الترمذي: 3/82)، باب ما جاء في تعجيل الإفطار ح(699)، و(ابن ماجة: 1/541)، باب ما جاء في تعجيل الإفطار ح(1697)، من طريق أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)).

وقد جاء الحث على تعجيل الفطر في أحاديث أخرى،  منها:

1– عائشة رضي الله عنها: فعن مالك بن عامر أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا: يا أم المؤمنين: رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة، والآخر يؤخر الإفطار، ويؤخر الصلاة، قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال لنا: عبد الله(يعني ابن مسعود)، قالت: كذلك كان يصنع رسول صلى الله عليه وسلم. زاد أبو كريب: والآخر أبو موسى.

أخرجه(مسلم: 2/771) ح(1099) واللفظ له، و(أبو داود 2/763)،  باب ما يستحب من تعجيل الفطر ح(2354)، و(الترمذي: 2/83)، باب ما جاء في تعجيل الإفطار ح(702)، و(النسائي: 4/143، 144) ح(2158،2159،2160،2161) باب ذكر الاختلاف على سليمان بن مهران في حديث عائشة.

2- أبو هريرة –رضي الله عنه-: فعن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري،  عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطراً)).

أخرجه(الترمذي: 3/83) باب ما جاء في تعجيل الإفطار ح(700)،  و(أحمد: 2/237، 329)، و(ابن خزيمة: 3/276) ح(2062)، و(ابن حبان: 8/276) من طرق عن قرة بن عبد الرحمن به.

والحديث مداره على قرة بن عبد الرحمن: ابن حيويل، -على وزن جبريل-.

كان الأوزاعي يقول: ما أحد أعلم بالزهري من قرة بن عبد الرحمن بن حيويل، لكن تعقب ابن حبان كلمة الأوزاعي، فقال في(الثقات):  "وكيف يكون قرة بن عبد الرحمن أعلم الناس بالزهري وكل شيء روى عنه، لا يكون ستين حديثاً، بل أتقن الناس في الزهري مالك ومعمر... الخ " ا. هـ.

وثقه يعقوب بن سفيان، وذكره ابن حبان في الثقات، وصرح بتوثيقه في صحيحه.

قال ابن معين، وأحمد -في رواية-: ضعيف الحديث، وقال أحمد -في رواية-: منكر الحديث جداً، وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير،  وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي، وقال أبو داود: في حديثه نكارة،  وقال العجلي: يكتب حديثه، وقال ابن عدي:لم أر له حديثاً منكراً جداً، وأرجو أنه لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث.

وقد لخص حاله الحافظ بقوله: "صدوق له مناكير"، ولعله دون ذلك. والله أعلم.

ينظر: (مسائل ابن هانئ - للإمام أحمد-:2/190)، (صحيح ابن حبان: 8/276)، (ثقات ابن حبان: 7/343)، سنن(الدار قطني: 1/181)، (تهذيب التهذيب: 8/323)، (التقريب:455).

وإسناد هذا الحديث ضعيف لعلتين:

الأولى: أن قرة بن عبد الرحمن إلى الضعف أقرب، كما هو قول أكابر الحفاظ.

الثانية: تفرد قرة بهذا الحديث عن الزهري، إذْ لم أقف -بعد البحث- على متابعٍ له، وهذا النوع من التفرد بهذه الصورة،  هو الذي عناه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه(1/7)،  وسماه منكراً، وقال عن مثل هذا: "فغير جائزٍ قبول حديث هذا الضرب من الناس"ا. هـ.

ولأجل هذا فقد أشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: "هذا حديث حسن غريب"، بينما صححه ابن خزيمة، وابن حبان، وتصحيحهما لهذا الخبر مع ما تقدم من العلل،  فيه نظر، والله أعلم.

 

 

3255 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات