معاملة من يسب الله والرسول

QR code
د. عمر بن عبد الله المقبل
تاريخ التحديث: 2014-06-28 01:57:53
  • الكلمات الدالة
السؤال كاملا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أقطن في مدينة فاسقة فاجرة، فهم يسبون الله والرسول صلى الله عليه وسلم، وأهل السنة، وأشد عدائهم للمنتسبين للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأنا لا أوافقهم على ذلك، فهم من الصوفية، وأيضاً أتعرض للغضب عندما يسبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأنا لا أستطيع أن أنهاهم لأنهم يسببون لي الإزعاج، وهل يجب علي أن أترك المدرسة وأغادر البلدة؟

الإجابة

أولاً: أهنئك على ما قذفه الله في قلبك من الاستياء لما تراه من سب الله ورسوله، وسخرية للدين وانتقاص أو استهزاء لأئمة العلم والفضل؛ كالشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وغيره من أهل العلم.

ثانياً: أذكرك بأن قدوتك وحبيبك محمداً صلى الله عليه وسلم، ومعه طائفة قليلة من أصحابه – رضي الله عنهم كانوا في مكة، ثم بعد ذلك في المدينة يسمعون من المشركين،  ومن اليهود أذى كثيراً، وكان من أعظم ما يعانونه أن يسب أحب شيء انطوت قلوبهم على حبه،  وهو ربهم عز وجل، ثم رسوله صلى الله عليه وسلم، فيقع في قلوبهم من الغضب والحمية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، شيء لا يوصف،  ومع ذلك يأتيهم الخطاب من السماء مبيناً مطمئناً بقوله تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(سورة الأنعام:108).

فنهاهم الله تعالى أن يسبوا آلهة المشركين – مع أن سبها قد يكون واجباً في بعض الأحيان – إذ أنه إذا ترتبت على ذلك مفسدة فلا يجوز سبها؛ لأجل ألا يفضي ذلك إلى سب الله تعالى،  فاصبر كما صبر الصحابة رضي الله عنهم، ومن تجرأ على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،  فليس غريباً أن يتجرأ على الشيخ محمد بن عبد الوهاب،  بل وعلى من هو خير من محمد بن عبد الوهاب!.

فلا أجد لك – أخي– بعد هذا التثبيت الرباني إلا أن تصبر وتصابر  وتستمر في دراستك، وتتحمل الظلم ما استطعت حتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، ولا يكلفك الله تعالى ما لا تطيق، ولعل في استمرارك في دراستك خير، فقد يتأثر بك أحدهم ولو بعد مدة، أو قد ينفعك الله بدراستك لتكون مؤثراً في مواقع أخرى.

فإن استطعت أن تحاور بعضهم – ممن تتوسم فيه أهلية لذلك – فحاور بالتي هي أحسن – من غير ضرر عليك ولا حرج،  وإلا فالزم الصمت، وادع لهم بالهداية،  وأكثر من ذلك،  وتذكر قوله تعالى وهو يسلي نبيه - صلى الله عليه وسلم -  الذي لقي ما لقي: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(سورة المائدة:41)،  أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والثبات على الحق.

1462 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات