الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لي على هذا السؤال وما ورد فيه عدة ملاحظات:
أولاً: نص الحديث: عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم))رواه مسلم، وليس متفقاً عليه كما ذكر السائل.
ثانياً: الذي أراه أن الترجمة الأولى فيها توسع، وهي -على ما فيها- أقرب إلى الصواب من الثانية.
أما الثانية فالجملة الأخيرة فيها غلط، ومعنى الحديث باختصار كما يلي:
أما قوله: ((فهو في ذمة الله)) أي في عهده أو أمانه، أو ضمانه، فلا تتعرضوا له بالأذى.
((فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته)) المراد النهي عن التعرض لمن كان في ذمة الله بغير حق، وليس المعنى عدم التعرض له مطلقاً، فلو طولب هذا -الذي صلى الفجر في جماعة- بدين مثلاً، أو لو اعتدى على أحد، فلا يعني هذا أنه لا يؤخذ الحق منه، ولكن الحديث دال على أن من اعتدى بغير حق على من كان في ذمة الله وعهده وأمانه، فإنه متوعد بأن يكبه الله في النار على وجهه.
وفي الحديث بشارة بحفظ الله لمن صلى الفجر، وأنه في أمان الله. والله أعلم.
أما بخصوص ترجمة القرآن: فيجوز ترجمة المعنى، أما اللفظ نفسه فلا يجوز، بل هذا غير ممكن حرفياً؛ لأن للفظة في اللغة العربية معنى واسعاً، والسياق هو الذي يحدد سر اختيارها، وهذا ما لا يمكن نقله حرفياً إلى أي لغة في الدنيا. والله أعلم.
ارسال الفتوى