بخصوص حديث: ((لا تكتبوا عني))

QR code
د. عمر بن عبد الله المقبل
تاريخ التحديث: 2014-06-28 01:20:15
  • الكلمات الدالة
السؤال كاملا

): بخصوص حديث الرسول الذي معناه منع أن يكتب شيء عنه غير القرآن؛ هل هذا حديث صحيح؟ ولماذا كتب عنه؟. أرجو توضيح الأمر وجزاكم الله خيراً.

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الحديث الذي أشرت إليه، هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقد أخرجه مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه))([1]).

وهذا الحديث هو أحد الحجج التي احتج بها بعض السلف من الصحابة والتابعين في المنع من كتابة الحديث.

وليُعلم أن سبب الخلاف -في أول الأمر- بين المجيزين والمانعين، ليس عائداً إلى ذات الكتابة، بل لأسباب أخرى، وخلاصة تلك الأسبابِ: سببان:

الأول: خشية التباس السنة بالقرآن.

الثاني: خشية انشغال الناس بالسنة عن القرآن.

ولهذا صحّ عن بعض المانعين القول بالجواز لما زالت تلك الأسباب.

يقول الخطيب البغدادي - بعد أن أورد بعض الآثار عن بعض المانعين الذين نُقلت عنهم الرخصة بعد ذلك في الكتابة-:

"وفي ذلك دليل أن النهي عن كَتْب ما سوى القرآن إنما كان على الوجه الذي بيّناه، من أن يُضَاهى بكتاب الله تعالى غيره، وأن يشتغل عن القرآن بسواه، فلما أُمِنَ ذلك، ودعت الحاجة إلى كتب العلم،لم يكره كتبه،كما لم تكره الصحابة كَتْبَ التشهد، ولا فرق بين التشهد وبين غيره من العلوم، في أن الجميع ليس بقرآن، ولن يكون كتب الصحابة ما كتبوه من العلم، وأمروا بكتبه إلا احتياطاً، كما كان كراهتهم لكتبه احتياطاً، والله أعلم" انتهى من كتابه(تقييد العلم: 93-94).

ومما يؤيد أن النهي في حديث أبي سعيد ليس مطلقاً ما يلي:

أ- إِذْنُه صلى الله عليه وسلم -في حياته- بالكتابة لبعض أصحابه كعبد الله بن عمروٍ بن العاص ب، وأمره بالكتابة - يوم الفتح- لأبي شاه.

ب- أنه كاد  النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته -بأبي هو وأمي ونفسي  صلى الله عليه وسلم- أن يكتب كتاباً، لكن اقتضت حكمة الله بأن لا يفعل.

ج- كُتِبَ كتاب العقل والديات الذي كان عند عليٍّ، وكتاب عمرو بن حزم بأمر منه صلى الله عليه وسلم.

د - كتابة بعض الصحابة -رضي الله عنهم- إلى بعضٍ بالحديث.

وهذا كله توجيه لهذا الحديث -الذي اختلف في رفعه ووقفه- وإلا فالإجماع انعقد بعد ذلك على مشروعية كتابة السنة؛ لحفظها من الضياع، ولزوال السبب الذي لأجله جاء النهي عن كتابتها.



([1]) رواه مسلم برقم(3004).

11767 زائر
0 | 0
المقال السابق
المقال التالى

روابط ذات صلة
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:53:51
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 01:26:57
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:57:18
التاريخ: 1/11/1440هـ الموافق: 2019-07-04 13:09:28
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 06:59:08
التاريخ: 1/9/1435هـ الموافق: 2014-06-28 00:55:45
التعليقات