الفائدة الثانية والخمسون بعد المائة:
قال القرافي -رحمه الله- تعليقاً على قوله عليه الصلاة والسلام: ((وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع))([1]):
"ولو لم تعلم الملائكةُ أن منزلتَه عند الله تستحق ذلك؛ لما فعلته، فينبغي لكل أحدٍ من الملوك فمن دونهم أن يتواضعوا لطلبة العلم؛ اتباعاً لملائكة الله تعالى وخاصة ملكه.
وأما استغفارهم له فهو طلبٌ ودعاءٌ له بالمغفرة، وأَحَدُنا يسافر البلادَ البعيدةَ للرجل الصالح لعله يدعو له، فما ظنك بدعاء قومٍ لا يَعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون! فيا حبذا هذه النعمة".
["الذخيرة للقرافي": (1/ 43)].