الفائدة 207: ما أحوج طلبة العلم إلى هذه الوصية النفيسة من هذا الإمام العالم!
قال الشيخ الإمام العلامة ابن قيم الجوزية (ت: ٧٥١):
"وقد سمعت شيخنا رحمه الله يقول: جاءني بعض الفقهاء من الحنفية فقال: أستشيرك في أمر، قلت: ما هو؟ قال: أريد أن أنتقل عن مذهبي، قلت له: ولم؟ قال: لأني أرى الأحاديث الصحيحة كثيراً تخالفه، واستشرت في هذا بعضَ أئمة أصحاب الشافعي فقال لي: لو رجعتَ عن مذهبك لم يرتفع ذلك من المذهب، وقد تقررت المذاهب، ورجوعك غير مفيد! وأشار عليّ بعض مشايخ التصوف بالافتقار إلى الله والتضرع إليه وسؤال الهداية لما يحبه ويرضاه، فماذا تشير به أنت علي؟
قال: فقلت له: اجعل المذهب ثلاثة أقسام:
- قسمٌ الحق فيه ظاهر بيّن موافق للكتاب والسنة؛ فاقض به وأفت به طيّب النفس منشرح الصدر.
- وقسم مرجوح، ومخالفُه معه الدليل؛ فلا تُفتِ به ولا تحكم به، وادفعه عنك.
- وقسمٌ من مسائل الاجتهاد التي الأدلة فيها متجاذبة؛ فإن شئتَ أن تُفتي به وإن شئت أن تدفعه عنك، فقال: جزاك الله خيراً، أو كما قال".
["إعلام الموقعين": (٢/ ٥٥١)]